Sunday, October 29, 2017

جثمان لينين المحنط معروضا في ضريحه في الساحة الحمراء في موسكو امام الكرملين.

11


 بعد مئة عام تقريبا على وفاته واكثر من ربع قرن على تفكك الاتحاد السوفياتي، ما زال جثمان لينين المحنط معروضا في ضريحه في الساحة الحمراء في موسكو امام الكرملين.


– الضريح –

عند وفاة زعيم ثورة اكتوبر في 1924، نظمت مسابقة على عجل لبناء ضريح له فاز فيها المهندس المعماري اليكس شتشوسيف. وقال شتشوسيف اولا ببناء ضريحين مؤقتين من خشب قبل ان يشيد الضريح الحالي من الاسمنت المسلح المغطى بالرخام وانتهى بناؤه في 1930.

المبنى وهو هرم من درجات حمراء ويستند الى جدار الكرملين، اعيد بناؤه جزئيا في 1945 خصوصا لاضافة منصة كان يقف عليها المسؤولون السوفيات خلال العروض في الساحة الحمراء.

– رمز سوفياتي –

لم يكن من المقرر مبدئيا عرض جثمان لينين الذي اوصى بدفنه، الا لفترة موقتة. لكن قادة الاتحاد السوفياتي قرروا المحافظة على جثمانه وحولوا ضريحه الى احد ابرز رموز النظام السوفياتي.

وكان جثمان جوزف ستالين عرض الى جانب سلفه بعد وفاته، من 1953 الى 1961 السنة التي نقل فيها ليلا سرا الى مقبرة تقع وراء الضريح خلال حملة ازالة آثار حقبة ستالين.

– جثمان محفوظ بعناية –

يشكل المحافظة على رفات لينين منذ اكثر من تسعين عاما انجازا علميا اثار اهتمام اجيال من الباحثين.

وتمكن من المحافظة على جثمانه فريق من العلماء في معهد النباتات الطبية في موسكو، عمل ايضا على جثامين قادة آخرين بينهم الفيتنامي هو شي مينه والانغولي اغوستينيو نييتو والكوري الشمالي كيم ايل-سونغ.

ويتحقق هؤلاء الخبراء كل اسبوع من حالة جثمان لينين الموضوع في ضريح حرارته ومعدل الرطوبة فيه ثابتتان، مغطى بصندوق زجاجي يحميه من هجمات الجراثيم ويحفظه من الجفاف والتحلل.

– اجراء سري –

يحنفظ معهد موسكو بسر التدابير المتخذة ولا يتصل بالصحافة. لكن احد اعضاء الفريق بافل فومينكو تحدث عن اجراءات تحنيط جثمان الزعيم الكوري الشمالي عند وفاته في 2011. وقال “ننتزع كل الاحشاء وتنظف الاوردة بمحلول وسحب الدم من الانسجة”.

واضاف “يوضع الجثمان في مغطس ممتلئ بمحلول التحنيط عليه غطاء وفوقه شرشف ابيض. ويتم الابقاء على درجات حرارة ورطوبة محددة في الغرفة. تدريجيا يحل المحلول في مكان السوائل في خلايا الجسم. وكان هذا العالم اوضح ان “عملية التحنيط تستغرق نحو ستة اشهر”.

– مستقبل غير واضح –

هل يجب دفن جثمان لينين؟ يعود هذا السؤال باستمرار. لكن السلطات الروسية امتنعت عن اتخاذ اي قرار في هذا الصدد حتى الآن.

ولم يجرؤ الرئيس بوريس يلتسين خلال ولايته بين 1991 و1999 حسم هذه المسألة خوفا من رد فعل الحزب الشيوعي الذي كان يشكل القوة الحقيقية للمعارضة في تلك الفترة.

اما الرئيس الحالي فلاديمير بوتين فيفضل ترك المسألة للوقت. ويقول “هناك وقت لكل شىء” والشعب الروسي هو الذي سيتخذ قرار دفن لينين “عندما يحين الوقت”.

وكشف تحقيق اجراه معهد ليفادا المستقل في آذار/مارس 2017 ان 31 بالمئة فقط من الروس يعارضون دفن جثمان زعيم ثورة اكتوبر الذي ما زال ضريحه مفتوحا امام الجمهور حتى الآن.


No comments:

Post a Comment